كتب:امجد الشعيبي
الشباب في وطننا العربي هم جزء لا يتجزأ من المجتمع العربي بكل فئاته ولا نستطيع فصل هذه الفئة الهامة عن باقي الفئات العمرية, فبما إن نسبة القراءة والقراء في وطننا العربي ضئيلة جدا بالمقارنة مع باقي مناطق العالم سوى في الشرق أو الغرب فقد ذكرت بعض التقارير إن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4 في الــمائة من معدل القراءة في إنكلترا, كما ذكرت تقارير اليونسكو بان معدل القراءة في العالم العربي يبلغ ست دقائق للفرد في السنة مقارنة مع 36 ساعة للفرد كمعدل قراءة في العالم الغربي في السنة.
إن اغلب شبابنا العربي يقضي اغلب وقته في الأشياء الثانوية التي لا تساعده على القراءة والتعلم ورفع المستوى الثقافي للفرد ويعتبر الكتاب من الكماليات الغير ضرورية, فتلاحظ اغلب الشباب يقفون أمام شاشات التلفاز لساعات طويلة لمشاهدة البرامج والمسلسلات والأفلام التي لاتسمن ولا تغني في المجال الفكري والثقافي وكذلك البعض الأخر يقضي وقته على شبكات التواصل الاجتماعي _ فيسبوك, واتس اب_ وغيرها من البرامج الأخرى التي يضيع فيها الشباب جل وقتهم في التعارف وتكوين صداقات هلامية على الشبكة العنكبوتية مما يؤدي إلى تكوين ثقافات سطحية لا تمت بصلة إلى الفكر والثراء الثقافي.
إن عزوف الشباب عن القراءة في وقتنا الحالي يعد من اخطر الأشياء التي تهدد ثقافتنا وفكرنا العربي القومي والإسلامي وذلك لضحالة الفكر والثقافة لدى فئة الشباب في وقتنا الحاضر والذين سيكونون بعد سنوات قليلة رجال القرار في دولنا العربية.
هذا وقد ذكر بعض خبراء التربية والتعليم إن أسباب عزوف القارئ العربي عن القراءة هو زيادة انتشار الأمية بين السكان بحيث تشير بعض الدراسات إن “معدل الالتحاق بالتعليم في الدول العربية لا يتجاوز 21.8 في المائة، بينما يصل في كوريا الجنوبية إلى 91 في المائة، واستراليا 72 في المائة، وإسرائيل 58 في المائة”بالإضافة إلى الفقر وعدم وجود الخطط التطويرية في الجوانب الثقافية وكذلك عدم مواكبة العملية التعليمية والتربوية للتطور الهائل الذي يشهده العالم من حولنا في مجال التعليم والتشجيع على الاطلاع والقراءة بالإضافة إلى الأوضاع السياسية والصراعات والنزوح, بالإضافة إلى بعض الأسباب المرتبطة بالفرد مثل عدم الرغبة في الاطلاع وانعدام نهم القراءة وقلة المثابرة, عدم الفهم الكافي حول أهمية القراءة والاطلاع وقراءة الصحف والنشرات اليومية التي لا تعتبر من مصادر للثقافة .
لهذا على الحكومات وصناع القرار في دولنا العربية إن يكون لهم دور فعال في كسر الهوة بين الشباب ومفهوم القراءة وتوفير ما يمكن توفيره من سبل الوصول إلى المكتبات و الكتاب مثل انشأ مكتبات عامة, تخفيض سعر الكتاب, تشجيع إقامة معارض دورية للكتاب, إصدار كتب مدعومة بطبعات رخيصة , تشجيع حركة الترجمة من والى اللغة العربية, سهولة الحصول على المعلومة وأي طرق ممكنه لتساعد على نسج علاقة حميمة بين القارئ والكتاب لنرفع مستوانا الثقافي وبالتالي نرتقي إلى مصاف الدول المثقفة عبر جسر القراءة والاطلاع.